لم تكن التوترات التي شهدها الكلاسيكو الأخير بين ريال مدريد وبرشلونة شيئًا غريبًا على جماهير كرة القدم، فهذه المواجهة التي تجمع الغريمين التاريخيين لطالما كانت ساحة لاشتباكات رياضية ونزاعات سياسية منذ بداياتها.
فبعد فوز ريال مدريد على برشلونة بنتيجة 2-1، اندلع خلاف جديد بين لاعبي الفريقين، وكان النجم الشاب لامين يامال محور الجدل بسبب تصريحاته المستفزة تجاه النادي الملكي قبل اللقاء.
لكن تاريخ الكلاسيكو حافل بعديد الأحداث التي تجاوزت حدود المستطيل الأخضر، نستعرض أبرزها فيما يلي:
1943.. كلاسيكو الغضب والنتيجة الصادمة
تعد مواجهة نصف نهائي كأس إسبانيا عام 1943 من أكثر المباريات توترًا في تاريخ الكلاسيكو. فحسب ما أوردته صحيفة ماركا، شهدت مباراة الذهاب على ملعب “لاس كورتس” احتجاجات عنيفة من الجماهير الكتالونية بسبب قرارات الحكم. وفي لقاء الإياب على ملعب “تشامارتين”، عاش الجميع أجواءً نارية انتهت بانتصار ريال مدريد بنتيجة مذهلة 11-1، لتظل تلك المواجهة من أكثر المباريات إثارة للجدل في تاريخ الكرة الإسبانية.
1968.. نهائي الزجاجات في البرنابيو
أحرز برشلونة لقب كأس إسبانيا عام 1968 بعد فوزه على ريال مدريد بهدف دون رد في قلب العاصمة الإسبانية، لكن الفرحة الكتالونية ترافقت مع غضب مدريدي كبير. الجماهير البيضاء أطلقت حينها وابلاً من الزجاجات على أرض الملعب، متهمة الحكم “ريغو” بالتحيز. ومنذ ذلك اليوم، فرض حظر رسمي على بيع المشروبات في زجاجات داخل الملاعب الإسبانية.
2002.. فيغو تحت وابل الصافرات ورأس الخنزير
انتقال لويس فيغو من برشلونة إلى ريال مدريد كان بمثابة خيانة لا تُغتفر لدى جماهير “البلوغرانا”. وعندما عاد إلى ملعب “كامب نو” بقميص الميرينغي عام 2002، استقبلته الجماهير بعداء غير مسبوق، حيث أمطرته بالشتائم وألقت تجاهه رأس خنزير في مشهد لا يُنسى. وفي تصريحات لاحقة، قال فيغو: “كنتُ اللاعب الوحيد ربما الذي لعب تحت صافرات 100 ألف شخص، ورغم ذلك حاولت التركيز فقط على كرة القدم.”
2003.. زيدان يخنق إنريكي في لحظة غضب
الكلاسيكو الذي جمع الفريقين في أبريل 2003 شهد لقطة غريبة عندما اشتبك زين الدين زيدان مع لويس إنريكي بعد احتكاك مع كارليس بويول. الأسطورة الفرنسية فقد أعصابه ورفع يده على إنريكي في مشهد أثار صدمة الجماهير، وأضاف لحظة جديدة في سجل التوترات بين الناديين.
2011.. مورينيو يشعل حرب الكلاسيكو
مع تولي جوزيه مورينيو تدريب ريال مدريد، تحولت المواجهات مع برشلونة إلى معارك حقيقية داخل وخارج الملعب. ففي نهائي كأس السوبر الإسباني عام 2011، أدى تدخل عنيف من مارسيلو على فابريغاس إلى فوضى كبرى انتهت باشتباكات بين لاعبي الفريقين، وبلغت ذروتها عندما وضع مورينيو إصبعه في عين تيتو فيلانوفا، مساعد بيب غوارديولا، قبل أن يعتذر لاحقًا عن تصرفه.
وهكذا يثبت تاريخ الكلاسيكو أن المواجهة بين ريال مدريد وبرشلونة ليست مجرد مباراة كرة قدم، بل معركة تتجدد في كل عصر، تجمع بين المجد، الغضب، والسياسة، في صراع لا ينتهي على زعامة إسبانيا الكروية.

Comments are closed.